حكمة الاسبوع
سئل رسول الله(صلعم)
: مالعصبية ؟
قال:"أن تعين قومك على الظلم"

حدث ثقافي
توقيع كتاب عن الشيخ الشهيد راغب حرب بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثون لمؤلفه الدكتور نسيب حطيط . يوم الثلاثاء تاريخ 18 شباط 2020 الساعة الرابعة بعد الظهر .. قاعة المؤتمرات في مطعم فانتزي ورلد طريق المطار الجديد

البحث



عدد الزوّار الإجمالي


1587533 زائر

الارشيف


المعرض


التصويت

هل انت مع العقوبات الخليجية على لبنان؟

نعم

لا
20/8/2009

المصدر: الثبات - عدد 78
عدد القرّاءالاجمالي : 2852


إن التأكيد المتكرر على وجوب صيانة الوحدة الوطنية،في التصاريح الإعلامية ، والمتناقض مع الممارسة السياسية والإنمائية ، يوحي بأن شعار ( الوحدة الوطنية ) ، صعب المنال أو التحقيق ، خلافا لما يقوله الجميع ، في خداع مستمر،منذ الإستقلال حتى الأن ، وتشكل ثقافة ( السيطرة ) والإستئثار ، المرتكزة على ثقافة النخوبية ،والإرتقاء الثقافي والإجتماعي ، عند بعض المجموعات الطوائفية اللبنانية ، عائقا أمام الإندماج الوطني وتوحيد الموقف السياسي والوطني على الصعيدين الداخلي والخارجي ، وقد شكلت الحرب الأهلية مفصلا أساسيا في تغيير هيكلية الحكم في لبنان والتموضع السياسي والوظيفي داخل النظام والإدارة ، وبدلت مواقع السيطرة ، على مستوى الطوائف فيما بينها ، وكذلك داخل الطوائف نفسها ، وكذلك في المنظومات والشخصيات السياسية.

فعلى صعيد الطوائف : تبدلت الثنائية ( المارونية – السنية ) الحاكمة للنظام، إلى ثلاثة طوائف حيث انضم الشيعة إلى (الترويكا السياسية) .

وعلى صعيد الطوائف سبق الشيعة ،الطوائف الأخرى بتغيير قواعد اللعبة السياسية على مستوى التمثيل السياسي ، حيث أسقط الإقطاع السياسي ، على مستوى العائلات وتم استبداله بالتنظيمات السياسية المتمثلة بالثنائية السياسية ( حركة أمل - حزب الله ) المسيطرة على القرار الشيعي.



أما على صعيد السنة فقد تم إلغاء البيوت السياسية في بيروت ، وحوصر آل كرامي في طرابلس وسعد والبزري في صيدا ، لحساب ( عائلة الحريري ) المدعومة عربيا وخارجيا، كمشروع سياسي ، يمتلك الإمكانيات المادية والإعلامية ، مع ظاهرة مميزة ، وهي غياب العمل الحزبي المنظم الفاعل على مستوى الطائفة السنية بحيث تحولت السيطرة إلى أحادية حريرية.

وعلى الصعيد المسيحي عامة والماروني خاصة لا زالت ( المساكنة والمنافسة ) بين العمل الحزبي المولود عائليا ( الكتائب – الجميل ) - ( المردة – فرنجية ) - ( الأحرار – شمعون ) وبين العمل الحزبي غير العائلي والذي ينعت ( بالطارئ ) والمرحلي ، كالتيار الوطني الحر ، وتشكل ثقافته السيطرة المحرك الرئيسي للعلاقات القوى السياسية المارونية ، وكذلك بين الشخصيات السياسية ، مع تنافس جانبي للفوز بالسيطرة على القرار ، بين الكنيسة في بكركي ، وبين العمل السياسي المدني.

وفي الطائفة الدرزية ، كانت السيطرة الأحادية ( لآل جنبلاط ) الذين صنعوا معادلة فريدة حيث تم تذويب العائلة بالحزب والحزب بالعائلة ، حيث يتم إظهار العائلة أو الحزب وفق المصلحة وكذلك الظروف السياسية . وتطفو على المستوى السياسي،عند جميع الطوائف ظاهرة ( المال ) لشق الطريق السياسي سواءداخل الأحزاب أو خارجها فنرى أن طبقة رجال الأعمال والمقاولين والأثرياء ، تستأثر بعواطف المرجعيات والأحزاب ، نتيجة ( الهدايا ) الخاصة ، مقابل إتخاذها أيضا كقناع لمشاريع الإلتزامات والتعهدات التي تؤمن المدخول المتعددة الفوهات ، للشخصيات والمراجع السياسية .

ولذا فإن ( ثقافة السيطرة ) تشكل المحرك الرئيسي للمنظومة السياسية بين اللبنانيين ، وداخل مكوناتهم الطائفية ، التي لا ترضى القبول بالأخر ، إلا كتابع أو منفذ ، أو نصير ، ولا يمكن القبول بالأخر كمنافس ، أو صاحب وجهة نظر معاكسة.وكل مجموعة سياسية ( حزبا أو تنظيما ) وكل مجموعة طائفية ( طائفة أو مذهبا ) تعمم فكرة الإنقضاض والسيطرة على الأخر ، وبالتالي تحضر داخليا لقلب الموازين ، وتنتظر الظروف الخارجية لإستغلالها ، أو توظيف نفسها في خدمة المشاريع والمصالح الخارجية ، لتحصل على بعض الفتات السياسي أو الإداري ، بعنوان ( التبعية ) ( أو الأداة ) الملطف لغويا باسم ( التحالف ) مع فقدان التوازن والندية.

ولذا فإن الوحدة الوطنية ، شعار يرفعه الجميع ولا يمارسه أحد . ولا يمكن تحقيقه في ظل ثقافة السيطرة أو التبعية ، والتاريخ السياسي والماضي الحاضر يؤكدان على ذلك ، فما زلنا نتحدث عن ( العيش المشترك ) ( أو التعايش ) ( والإئتلاف الوطني ) والمشاركة الوطنية . ولم نتفق يوما على مستوى تحديد العدو والشقيق والصديق،ففي أكثر الحالات نفورا من حيث ( العداوة المتمثلة بإسرائيل ) ، رأينا في عام 1982 قسما من اللبنانيين يشارك الإسرائيليين في حصار جزء من اللبنانيين وفي قتلهم أيضا ، وفي تموز2006 لم يختلف الحال بل تغير الموقف من المشاركة بالعمل الميداني ضد المقاومة وأهلها ، إلى الموقف السياسي الذي برر لإسرائيل عدوانها وقتلها ، إلى الموقف من أميركا وسوريا وإيران ، فأي وحدة وطنية في لبنان نتحدث عنها.

- أين الموقف الوطني الموحد من العداء لإسرائيل...؟!واحتلالها وعدوانها وخروقاتها، والأمانة العامة لـ 14آذار تساوي بين الخروقات بين الطرفين ( المقاومة وإسرائيل ) كجهة محايدة مصابة أما بالعمى السياسي أو بالحقد الأعمى ، أو بالكتابة العمياء .

-أين الموقف الوطني الموحد من سوريا والقضية الفلسطينية والتوطين...؟!.

- أين الموقف الوطني الموحد من التقسيم والفيدراليات...والكونفدرالية...؟!.

-أين الموقف الوطني الموحد من قانون الإنتخابات واللامركزية والإنماء المتوازن...؟!.

-أين الموقف الوطني الموحد من إلغاء الطائفية السياسية أو العائلية السياسية...؟!.

- أين الموقف الوطني الموحد من كتابة ( التاريخ الموحد ) للبنان...؟!.

- أين الموقف الوطني الموحد من الخصخصة والقطاع العام...؟

- أين الموقف الوطني الموحد ، ولكل طائفة مدرستها ، وجامعتها ، ومستشفاها ، ومكتبها ، وسوقها التجاري ، وإذاعتها ، وصحيفتها ...الخاصة ، ومحاكمها ، و...، وخدماتها الإجتماعية ،بمعنى أن كل طائفة تتمتع بحكم ذاتي يتطور ديمغرافيا، بالتوازي مع بقية الطوائف ، ليصبح التقسيم العملاني واقعا ملموسا لا ينقصه سوى الإعلان الرسمي... ويتحدثون عن الوحدة الوطنية....؟!.

وطالما أن أساس الوحدة الوطنية غير موجود،فإن حكومة الوحدة الوطنية مطلب ( خيالي ) غير واقعي ، وكل ما يستطيع اللبنانيون تحقيقه تشكيل حكومة ( مهادنة ) أو مساكنة سياسية يتطلبها الخارج الإقليمي والدولي تبعا للظروف والمصالح ، بحيث أن الحكومة اللبنانية المتوقع تشكيلها تمثل مرآة للإنسجام أو التنافر الأقليمي أو الدولي وموعد تشكيلها لا يحدده اللبنانيون ، بل الظروف الخارجية المرتبطة بالعراق وإيران وسوريا وفلسطين ، وكل من يحدد موعدا للتشكيل يكون ضاربا ( بالمندل السياسي ) الذي سيخطئ كثيرا ، ويمكن أن يصيب قليلا بالصدفة ولن ينفع صيام أو إفطار فمدفع الإفطار خارجي التوقيت ، ودور اللبنانيين سماع التعليمات وتنفيذ الأوامروالتمنيات... وكل وحدة وطنية...والجميع بخير...؟!؟


مقالات ذات علاقة


لازلنا عتّالين لايحزن لموتنا أحد نسيب حطيط #وُلدنا في بلد لم يعترف بنا...#محرومون مبعدون ... كنا...


الإستهزاء بأوجاع الناس نسيب حطيط مايلفت الانتباه والاستغراب #غياب_القيادات_والأحزاب..عن معاناة...


مراجعة نقدية لنعترف بخسائرنا نسيب حطيط ليس عيبا او نقيصة ان #تنهزم في حرب او معركة رغما عنك...

الاكثر قراءة


الشيخ البهائي وإنجازاته الهندسية د.نسيب حطيط ندوة في مؤتمر الشيخ البهائي الدولي في بيروت الذي أقامته جمعية الإمام...




Home / Op-Edge / Americans ‘have made up a new Islam’ Nadezhda Kevorkova is a war correspondent who has covered...




لبنـان الشعــب يـريــد(بنــاء)النظــام د.نسيب حطيط خلافا للثورات والانتفاضات العربية التي تتوحد حول شعار اسقاط...




محاضرة عاشوراء واثرهــــــــا على الفـــن التشكيـــــــلي ...




اعتبر فوز «8 آذار» محسوما في الانتخابات البرلمانية اللبنانية حطيط: الثغرة الأخطر استرخاء ماكينة المعارضة...


 

ص.ب: لبنان - بيروت - 5920/14        ت: 714088 3 961+   -   885256 3 961+        بريد الكتروني: dr.nahoteit@alnnasib.com

جمبع الحقوق محفوظة لمركز النّســــيب للدّراسات.        التّعليق على مسؤوليّة كاتبه.      dmachine.net logo Powered by